Admin .:: صاحب الموقع ::.
عدد المساهمات : 380 نقاط : 634 السٌّمعَة : 3 تاريخ الميلاد : 18/06/1991 تاريخ التسجيل : 16/07/2009 العمر : 33 الموقع : https://roreta-kanooteh.yoo7.com العمل/الترفيه : study المزاج : single
| موضوع: مقاله تعرف بالراب بشكل عام وكيف بدأ الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 5:30 am | |
| في حي برونكس، افقر احياء الزنوج في ضواحي نيويورك، كان ولد افريكا بامباتا، في سبعينيات القرن الماضي، نشأ يشاهد بالم ابناء جلدته ينتمون الى العصابات يدمنون المخدرات يحملون الاسلحة يقتلون ويقتلون، او يعتقلون ويلقى بهم في غياهب السجون، قلة منهم تذهب الى المدارس، ومدارسهم عبارة عن تجمعات للشغب ومتاجر وغرز للمخدرات، فقر وبطالة وجوع وتمييز.
ما كان لبماباتا هذا ان يشاهد كل هذا العنف والفقر والتمييز ويقف صامتا متفرجا، فعمد الى استغلال هوايته في مزج وتسجيل الموسيقى على اسطوانات، لمساعدة ابناء حي برونكس للخروج من ظلمة الواقع، مقيما حفلات خيرية لمساعدة ضحايا العنف والمخدرات.
خلال الحفلات كان بامباتا، “زعيم التشريفة”، بحسب الفرق الموسيقية المصرية القديمة كفرقة حسب الله، التي كان لها تختها الخاص ولباسها الخاص، وزعيم التشريفة هذا هو من كان يقدم الفرق بطريقة مضحكة يحاول مناغشة الجمهور بكلام مقفى ومسجوع ومداخلات متبادلة مع الجمهور، ثم تبدأ الموسيقى وبعدها الرقص.
من هذا الحزين والحالم بامباتا انطلقت “الهيب هوب”، لتصبح موسيقى الجيل الحالي وفنه ونمط حياته.
ليس فن الهيب هوب، سوى هذا، اربعة عناصر: هي: الراب، وهو كلام الرابرز ”زعيم التشريفة”، كلام مقفى مسجوع ينساب مع الايقاع والريتم يتدفق بوتيرة مناسبة وبطريقة لفظ خاصة بالرابرز، وفي الاغلب كلام يعبر عن واقع حياة وهموم مشتركة، كلام يكسر الحواجز جميعا في اللغة والمجتمع، قادم من عمق البيئة الشعبية ومخزونها اللفظي، ومعجم مفرداتها، وهو ما طوره بامباتا من تقديم للفرق والحفلات الى اغان كاملة.
الـدي.جي: فارس الاسطوانة، هنا اختفى الموسيقيون والتخت لتحل الاسطوانة مسجلا عليها مسبقا موسيقى اختارها “فارس الاسطوانة” وهي ايقاعات وريتم سريع وهي لا تلتزم نوتة ولا نمط. كل دي جي يمزج فيها ما يستسيغه من اي نمط موسيقي، ولعل اختفاء الفرق كان عائدا الى الفقر، حيث كانت تكاليف استضافة فرقة او تشكيل فرقة وشراء الالات الموسيقية فوق مقدرة اهل برونكس فاستعاضوا عنها باسطونة ثمنها في متناول اليد، يستمعون اليها يغنون ويرقصون على ما تبثه من ايقاعات والحان.
اما البريك دانس “Breakdance”، وهو ثالث عناصر الهيب هوب، فهو رقص ابناء شوارع برونكس من اصول جمايكية وبورتوريكيه، وقد مزجوا بين تراثهم الغني وحركات الرقص الشائع وتزيوا بملابس خاصة فضفاضة فكان ان قدموا نمطا كاملا في الرقص جديدا على العالم.
على ان العنصر الرابع، الجرافيتي، فهو الرسم والخربشات والشخابيط الشخبطة على الجدران بدون الالتزام بمعايير المحافظين وفن الخط والرسم التشكيلي والابعاد الونية وغيرها من هرطقات، هو رسم وخربشة يخرج فيها الشباب كل ما يريد او يعلن فيها او يشتم او يحرض.
على ان الرابرز، انهى مرة والى الابد حكر الموسيقى، وخرج بها من المسارح والحفلات وكل ضيق الامكنة الى زوايا الحارات والاراض البور، والساحات، ومعه لم تعد الموسيقى والاغاني تسمع وتشاهد فقط بل نمط حياة كامل.
الهيب هوب، فن شاع في العالم بسرعة الضوء، انتشر الرابرز وفرق الراب العربية انتشارا يحسدها عليه الفطر بعد يوم ماطر، في كل العالم العربي تجد شباب يشكلون فرقا تقدم راب يحاول الاقتراب من هموم حياتهم، يبتعد احيانا ويتعثر في اغلب الاحيان.
يعجز بعض الرابر العرب عن الاحاطة حقا بمنشأ واصول الهيب هوب، ولكن هناك فرق حقيقية في كل دولة عربية تلتزم تقديم ما يعنيها وما تشعر به وما يحرك احاسيسها.
ولكن، الرابرز العرب، وهم محاطون بكل المحافظين والانقياء ودعاة التمسك بقيم القرى والبداوة وعدم الخروج عن الدين، لا يسمح لهم استخدام الجدران لتطوير الجرافيتي، ولا تعترف فيهم وزارات الثقافة حامية حمى “الفن الاصيل والموسيقى المترفة”، ولا تعترف فيهم حتى فضائيات “الانحطاط”، فهم لا يعتمدون سوى العري.
مع ان الرابرز العربي، قد يكون له مقدمات في الفرق الشعبية العربية، اي انه ليس هجينا بالكامل، هذا ما اعتبره انا على الاقل، فهذه الفرق عرفت “زعيم التشريفة” او الرابرز، والموسيقى والمغني الشعبي باغانيه التي تنطلق من الحواري الى ابناء الحواري ورقص العوالم، باستثناء ان الرابرز استغنى عن العوالم يرقصن لفرجة جمهور مكبوت، مستعيضا عنهن بنفسه مؤديا رقص معقد لا يستطيع اي احد ادائه.
يترك الرابرز العربي لحاله، بل ويحارب بدلا عن تشجيع ظاهرة ادت في برونكس الى الحد من العنف والفقر والتخلف والموت، يحارب الرابرز العرب ويحارب الشباب تحت حجج ليس لها مبرر، بدلا من تشجيع هؤلاء على انتاج فن كذلك الذي قدمه بامباتا لابناء شعبه.
تحياتي
ياسو من فرقه اهات
| |
|